قوات الاحتلال تعتقل المجاهدة عطاف عليان رائدة العمل الاستشهادي في فلسطين
اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني فجر اليوم المجاهدة عطاف داوود عليان 40 عاما من مدينة بيت لحم وتعتبر عليان رائدة العمل الاستشهادي في فلسطين ومن قيادات الكوادر النسائية في حركة الجهاد الاسلامي وهي الآن مديره مركز النقاء الاسلامي الطبي في بيت لحم ، حيث اكد مراسلنا ان قوة صهيونية اقتحمت منزل تسكن فيه في المدينة وقامت بنقلها الى جهة غير معلومة .
وقالت عائلتها بأن قوات كبيرة من الجيش والمخابرات اقتحمت منزلها واحتجزتهم وقامت بتفتيش المنزل لاكثر من 4 ساعات وخلال ذلك اغمي على المجاهده عليان الا ان جنود الاحتلال اعتقلوها واقتادوها لجهه مجهوله.
وكانت عطاف قد اعتقلت من قبل في عام 1987 بعد محاولتها لتنفيذ عملية استشهادية عام 1987 في مبنى للحكومة الصهيونية بمدينة القدس. وصدر ضدها مجموعة أحكام بالسجن مجموعها 15 سنة، منها 5 سنوات بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية استشهادية ثم تبعها 10 سنوات بتهمة محاولتها خنق سجانة يهودية داخل السجن حتى تم الافراج عنها في عام 1997 .
وبعد عشر سنوات طوال أمضتها بكامل اللحظات خلف قضبان السجون الصهيونية ها هي تعود اليوم كما كانت رمز للصبر والتحدي.. مثالاً للمرأة المسلمة المجاهدة الممتلئة بالإيمان الذي لا يزعزعه شك والقناعة التي لا يعتريها ضعف.
خلال فترة مكوثها في السجن ضربت عطاف أروع الأمثلة في الصمود والتحدي فقد رفضت الوقوف على إجراءات العدد المتبعة في السجون إذ اعتبرته نوعًا من الاحترام للعديد من العقوبات منها حرمان الزيارة ، وكما اضربت خلال اعتقالها عن الطعام لمدة 42 يوما.
وعرف عن عطاف انها كانت تشتعل ثورة وتنفجر عطاءًا بين أخواتها، عرفها الجميع رمزًا وقصة بطولة، لا تكفي الأقلام لوصف سيرتها ولو حتى جزءًا من بطولتها، وهي التي خاضت العشرات من الإضرابات المتواصلة عن الطعام وأمضت عدة سنوات في العزل الانفرادي، وواجهت الخطر وهي بين سجينات يهوديات، ووصفوها بعد ذلك بالعنيدة..
كيف لا تكون عنيدة مدافعة عن الحق وهي تحمل فكرًا استشهاديًا على درب الجهاد الإسلامي ويمكن القول انها رائدة العمل الاستشهادي في فلسطين حيث كانت عطاف عضوا في حركة الجهاد الإسلامي وعمرها 17 عاما، ومنذ سنة 1984 بدأت تطالب قيادة الجهاد بتنفيذ عمليات استشهادية وتطوعت لتنفيذ العملية الأولى، بعد نجاح التجربة اللبنانية في هذا النمط من العمليات ضد العدو الصهيوني ، وتمت الموافقة حيث كانت تنوي في حينها مهاجمة مباني الحكومة الصهيونية في القدس بسيارة ملغومة بالمتفجرات، لقد عرفت عطاف أي عرس ثوري تختار.. وأي درب إيماني يقربها من الجنة.. فهي لم تكن ولادة حالة تنظيمية وقتها ولا فرزًا عن واقع حزبي معقد وإنما كانت تعبيرًا صادقًا عن معادلة الإسلام وفلسطين.. وعن شكل الحالة الإسلامية في الوعي والثورة.. وامتدادًا لمسيرة المرأة المسلمة المجاهدة عبر التاريخ المتواصل.. والحضارة الخالدة.. والفكر الرسالي.
كانت عطاف تستذكر الشمعة الأولى على درب المجاهدات المسلمات أم عمار أول شهيدة في مذبحة الجاهلية، ورابعة العدوية التي قهرت النفس وأعدمت الشهوات وماتت في محراب الإيمان، كانت تستذكر مواقف المسلمات في الصمود والتحدي والجهاد، تقرأ سيرة السلف الصالح، وهاهو العدو الصهيوني يختطفها من بين أهلها الذين غابت عنهم السنين ليعيدها خلف القضبان كحال خطيبها الذي لا زال معتقلاً في سجون العدو.