خالد البطش..القيادي في الجهاد الاسلامي:

خالد البطش..القيادي في الجهاد الاسلامي:
عملية تل ابيب فردية والحركة ملتزمة بالتفاهمات مع ابو مازن
لن نشارك في الانتخابات التشريعية الا اذا تغير الوضع كليا



عيسى الشرباتي





اكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين على التزامها بالتفاهمات التي توصلت إليها مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل اكثر من شهر، كما اكدت على مقاطعتها للانتخابات التشريعية المقبلة رغم انها ستشارك في الانتخابات البلدية.

وقال خالد البطش القيادي في الحركة "ان عملية تل ابيب الاستشهادية الأخيرة هي عملية فردية قامت بها خلية تابعة لسرايا القدس، نافيا بشدة أي علاقة بين القيادة السياسية في الداخل أو الخارج بالعملية"، مشدداً في الوقت ذاته على ان حركته "غير معنية بإفشال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".

وقال البطش ان الحركة ستشارك في حوار القاهرة، المقرر في 15 آذار الجاري، وهي ملتزمة بالتفاهمات التي توصلت إليها مع محمود عباس قبل اكثر من شهر كاشفاً النقاب عن اتخاذ حركته قرارا بمقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة رغم انها ستشارك في الانتخابات البلدية.

وكان البطش يتحدث في سياق لقاء خاص، تتطرق فيه الى عملية تل ابيب الاخيرة، وحوار القاهرة المرتقب، والتفاهمات بين الحركة وابو مازن، الى جانب غيرها من القضايا ذات الصلة.

وفيما يلي نص اللقاء:

س: ما هو تفسيرك لحالة الارتباك داخل الجهاد بعد عملية تل ابيب؟

جـ: ان العملية هي بالفعل لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، قامت بها خلية تابعة لسرايا القدس في الضفة الغربية على الرغم من تمسك الحركة بالتفاهمات مع رئيس السلطة أبومازن، ولم ترجع هذه المجموعة للقيادة ولم تأخذ موافقة القيادة عليها ومع ذلك الشهيد عبد الله بدران هو ابن سرايا القدس، والجهاد الاسلامي، وحسب بيان السرايا الذي صدر كانت العملية نتيجة للخروقات الصهيونية المتكررة والتي بلغت 375 خرقاً صهيونيا راح ضحيتها 15 شاباً ومئات المعتقلين وكل ذلك اثناء التهدئة وهناك تطويق لمناطق واقتحامات لأخرى، بمعنى ان إسرائيل لم تقم بالتهدئة ما دفع إلى قيام هذه الخلية للقيام بعملية تل ابيب، وليس هناك اي اشكالية لدى الحركة في تبني أي عملية أو تحمل مسؤوليتها ولكن للحق فإن هذه عملية فردية لعناصر من سرايا القدس قام بها الاستشهادي عبد الله بدران.

هناك من يشير الى خلافات حادة وتيارات داخل الحركة.. وكيف ترى اتهام اسرائيل لسوريا بعد العملية؟

الجهاد الاسلامي ليست لديها مشكلة في الاعلان عن أي عملية فوراً، لكن محاولة إسرائيل وامريكا الايحاء بأن القيادة السياسية في دمشق هي المسؤولة عن العملية هي محاولة لاستهداف سوريا، والقيادة السياسية للجهاد الموجودة في دمشق، لكن أؤكد ان القيادة السياسية في دمشق ليس لها علاقة بهذه العملية أو غيرها من العمليات سوى المسؤولية الادبية فقط عن قيادة الجهاد الاسلامي، وكذلك القيادة السياسية في غزة والضفة، والمسؤولية هي للسرايا وهي التي تقدر الموقف والنتائج وتعمل بوحي من الموقف العام ولكن الدعاية الصهيونية هي محاولة لاحراج سوريا، حتى يبرروا تضييق الخناق عليها، ولدينا بعض القيادات السياسية في دمشق وحقائب سفرهم جاهزة في أي وقت، اما قوة الجهاد وسراياه في فلسطين وقادة السرايا فمعروفون، وبعضهم اغتاله الاحتلال.

ونقول بمنتهى الوضوح ان العملية التي وقعت في تل ابيب ليست تنصلا من التفاهم بيننا وبين الأخ محمود عباس فنحن ملتزمون بما اتفقنا عليه ومعنيون بإعطاء الأخ محمود عباس مزيداً من الوقت، لجلب التأييد الدولي وتطبيق الوعود الدولية ونحن لا نحاول ان نقوم بأشياء من شأنها تخريب العلاقة معه.

اما قضية الخلافات فانها موجودة ولا تتعدى الاختلافات في وجهات النظر، ومعظمها في الجوانب الادارية، وهي امر طبيعي في كافة الحركات والفصائل، لكن ليس هناك صحة لما يروج حول وجود انقسامات او تيارات داخلية.

س: كيف تنظرون الى قائمة الاسماء لنشطائكم التي سلمتها اسرائيل للسلطة من اجل اعتقالها؟

جـ: هذه لغة قديمة لن نعود إليها، وكانت ايام التنسيق الامني، وشعبنا الفلسطيني الآن تجاوز هذه المرحلة ويرفض مثل هذه الامور، فالاحتلال قتل من السلطة والاجهزة الفلسطينية اكثر مما قتل من الجهاد الاسلامي، وكل هذا مرفوض، ولن نقبل الاملاءات فكل شعبنا مطلوب للاحتلال.

س: وتهديدات شارون لقادة الحركة في سوريا بالاغتيال؟

جـ: الحرب التي أعلنها شارون على الجهاد الاسلامي لا تخيفنا، فمن الاغتيالات الأولى في بيروت فحمام الشط، فاغتيال ابو جهاد، وفتحي الشقاقي الامين العام الاول للجهاد، إلى الشيخ احمد ياسين، وابو علي مصطفى، والدكتور الرنتيسي، وجهاد العمارين، وعدد من قادة الجهاد في فلسطين، حتى في التهدئة واصلوا الاغتيالات هذه بضاعة قديمة لا تخيفنا والحياة والموت متساويان لدينا وما نريده ان نحرر ارضنا ويعرف شارون ان أي اغتيال لأي من قادة الجهاد الاسلامي يعني مزيداً من المقاومة ومزيداً من العمليات».

س: تشاركون في انتخابات البلدية..لكن ماذا بشان الانتخابات التشريعية ؟

جـ: لدينا موقف ايجابي من الانتخابات البلدية وسنشارك فيها اذا ما تمت في غزة والضفة الغربية اما عن الانتخابات التشريعية والرئاسة فنحن لم نشارك في الرئاسة ولم ندعم أحداً، وقرارانا حتى الان عدم المشاركة في هذا النوع لأننا لا نريد ان نقترب من اتفاقية أوسلو، واذا عدنا الآن للمشاركة في المجلس التشريعي فمعناه اننا اخطأنا في موقفنا عام 1996 عندما لم نشارك خاصة انه لم يتغير شيء، ونحن نقول ان اولوياتنا الآن هي المقاومة وما لم يحدث تغيير في المرجعية للانتخابات فإن هذا يعني عدم المشاركة ويعني عدم قبول المشاركة في أي وزارة أو هيئة سياسية لكن اذا زال الاحتلال وتغير شيء سنناقش الموقف من جديد».

س: ما هو تقييمك لمؤتمر لندن الاخير ؟

جـ: هذا المؤتمر تحول إلى اجتماع وتحول من مؤتمر من اجل القضية الفلسطينية إلى مؤتمر مهني لاصلاح السلطة الفلسطينية، والمؤتمر مع الأسف الشديد دان المقاومة الفلسطينية، ولم يتحدث عن الاحتلال وتحول مؤتمراً ضد المقاومة ولم يطالب بإنهاء الاحتلال بل طالب بوقف المقاومة وصب في صالح “إسرائيل” لذلك هو مؤتمر فاشل احضر بعض الرشى للسكوت على الاحتلال، ولم يتحدث عن انسحاب أو وقف اغتيالات واجتياحات ووقف بناء جدار الفصل العنصري للجدار وتحول للصالح الصهيوني وقد حاول بلير ان يصبح زعيماً دولياً على نمط بوش من خلال مؤتمر دولي لكن لم يسمح له بذلك، وتحول من مؤتمر دولي إلى اجتماع صغير للاصلاح وحول القضية الفلسطينية إلى قضية مساعدات».

س: ماذا بشأن حوار القاهرة المرتقب بين الفصائل الفلسطينية؟ وهل تعتقد ان اسرائيل قد غيرت حقيقة من اجراءاتها على الارض؟

جـ: اهم نقطة هي قضية التهدئة، ولا اعتقد انه سيكون هناك نقاط أخرى فليس لديهم ما يتحدثون فيه سوى المقاومة ووقف المقاومة وباقي الامور تكون هامشية، والحركة ستشارك في جلسات الحوار، كما كانت دوما في هذا السياق، وكلنا امل في ان يتم التوصل الى صيغة تحقق الوحدة الوطنية، وتحافظ على ثوابت شعبنا في الحرية والاستقلال".

اما فيما يتعلق بالوضع على الارض فنحن لا نرى حتى الآن أي انسحاب بل نرى تكريساً للاحتلال في غزة والضفة الغربية، ويجب ان يعرف المواطن الفلسطيني والعربي ان إسرائيل تبيع الوهم وتتحدث عن السلام ولا تقدم أي شيء، ولا تعطي سوى الوعود فيما لم تلغ حتى الآن الحواجز، إسرائيل لا زالت جاثمة على المنطقة وتحاول فقط تحسين صورتها بالاعلام عبر تصريحات لا مكان لها على ارض الواقع.

كما ان شارون لن ينسحب لأنه يريد اعطاءنا شيئاً، ولكن هو وجد ان بقاء الجيش في غزة يعني مزيداً من الصواريخ والانفاق والعمليات وهذا سيكلفه دماً، ولم يعد بإمكانهم احتمال خسائر كثيرة، لا يمكن ان يستمع يوميا لشكاوى المستوطنين انقذونا، ومع ذلك اؤكد لك انه سينسحب من الضفة بفعل المقاومة وسيأتي اليوم الذي يفاوض على اكثر من ذلك وهذا بفضل المقاومة وصمود شعبنا، والانسحاب من غزة لن نؤمن بأنه سيتم حتى نرى الاحتلال يرحل بالفعل